مسجد امام
ذروة فن الفنانين و غاية عبقرية المعماريين تتجلى في مسجد امام الذي كان يعرف ايضاً بمسجد شاه؛ أحد أفخم المساجد التاريخية في مدينة اصفهان حيث يقع لافتا للأنظار في الضلع الجنوبي في ساحة نقش جهان و يعتبر تعبيرا بمنتهى الفخامة والإبداع للعمارة الايرانية الاسلامية و مثالا لا مثيل له للزخارف القاشاني الانيقة و الالوان اللطيفة و النقوش البديعة والنحوت الرائعة على الاحجار التي تجعل هذا الاثر المهيب نجمة ساطعة في سماء الفن المعماري للعصر الصفوي، حيث أمر ببناءه الملك الصفوي و إستغرق ذلك ثمانية عشر عاما على يد علي اكبر اصفهاني المعمار الايراني الشهير عالميا.
يتمتع مسجد امام من عجائب العمارة المثيرة لدهشة السائحين منها: قمة رفيعة و مهيبة تخطف قلوبكم بأزهى زخارف القاشاني الملونة بحيث يعتبرها السياح إحدى أروع الآثار الباقية من القرن الحادي عشر أو المآذن الشاهقة المزخرفة بالتزئينات الساحرة أو البوابة الرفيعة التي تم تزئينها بالمقرنصات و تصاميم الارابيسك و النقوش و الكتيبات الباهرة التي تحكي لكم عن مدى الموهبة الفنية التي يتمتع منها خطاطو هذه الآثار لاسيما عليرضا عباسي.
الصدى أو إنعكاس الاصوات تحت القمة مباشرةً تُعد ميّزة فريدة في نوعها و تحوّل مسجد امام الى أعجوبة معمارية مفضّلة لدى السائحين، الميّزة الهامّة التي كانت تُمكّن المستمعين من سماع اصوات الخطباء و لو كانت ضعيفة دون حاجة الى مكبر الصوت. الايوانات و القاعات الواسعة للصلاة و المتمتعة من مجموعة مذهلة من الفنون الفاخرة أو المحاريب النفيسة و الاواني الاثرية المصنوعة من الحجر المتماسك الى جانب الهندسة المعمارية المنسقة و العجيبة في الوقت نفسه تُعدّ من أهم الاسباب التي تؤدي الى عظمة مسجد امام على سبيل المثال عندما تدخلون قاعة الصلاة عبر الممر ستكونون فور وصولكم في إتجاه القبلة مباشرة دون أن تدوروا دورانا لدرجة 45 درجة.
قطعة من الحجر تدعى "حجر الساعة" تم نصبها في زاوية من المسجد تحديداً للوقت المحدد للاذان و الصلاة و كانت تعمل عن طريق ضياء الشمس و تعتبر من إنجازات عالم الرياضيات و الفقيه والحكيم الجليل شيخ بهائي حيث تجعلكم مندهشين بهذا المستوى العالي من العظمة والجمال و معتريفين بالعبقريّة الإبداعيّة الموجودة عند صانعيها مثلما تزيد من اوقاتكم السعيدة التي ستتحول دون شك الى أحلى ذكرياتكم.