قبر حافظ الشيرازي
عمارة تاريخية مهيبة و مشيدة على طراز هندسي و فني لائق و مثير لإهتمام السائحين في مدينة شيراز حيث تقدم لكم الفن و الثقافة و التاريخ و والعمارة الايرانية معا في اجواء مفعمةٍ بالهدوء و بغاية اللف و النضارة؛ حافظيه مقبرة لشمس الدين محمد الملقب ب "خواجه حافظ شيرازي" (نظراً لقيامه بحفظ القرآن الكريم)و يُعد نجما ساطعا كان و لم يزل يسطع في سماء ايران للادب و العلم و الشعر و العرفان بإعتباره أحد أكبر الشعراء و العرفاء البارسيين الذين يعرفهم العالم بكل ازمنته.
قبر حافظ اثر يلفت انظاركم في شمال المدينة بالقرب من بوابة قرآن و يعتبر أحد أفخم معالم شيراز تاريخيا و أشهرها ثقافيا و أروعها رمزا لمفاهيم الحب السماوية و معاني الاخلاق المتعالية و مثالا جامعا بين الزخارف المعمارية الايرانية الزندية المستقطبة لافواج السياح طيلة ايام السنة لاسيما الربيع إذاما تكون المدينة بكامل إستعدادها للترحيب بضيوفها حيث تتميز بطقس جميل و تلبس حلة الجمال و الخضرة و تفوح رائحة نارنج في جميع انحاءها.
توفي هذا الشاعر الجليل و غادرت روحه السامية هذا العالم الفاني حوالي سنة 792 ه ق ، دفن في منطقة مهدئة و لطيفة تسمي بحديقة مصلى في ظل شجرة سرو حيث كان متنزهه المفضلة، بعد مضي 65 سنة من وفاته بُنيت على مزاره لأول مرة عمارةٌ ذات قبة بأمرٍ من حاكم محافظة فارس، عمارة تمت إعادة بناءها لعدة مرات طوال العصور التاريخية (الصفوية و الافشارية و الزندية).
كريم خان الملك الزندي قام بأروع الإنجازات المعمارية في المقبرة حيث أمر بتشييد بناء على اساس العمارات الزندية الجمیلة، قاعة مزوّدة بالاعمدة الحجرية المزخرفة بالنقوش مثلما وضع حجر رخاميّ جميل على المقبرة و نحتت عليه ابيات من اشعاره بخط النستعليق الجميل و أنشأت امام المقبرة حديقة لطيفة و كلها كانت بأمر الملك الزندي.
عالم جمال الدنيا و عالم هدوء الملكوت بجوار مقبرة حافظ :
المقبرة تتكون من مبنى مهيب و فسيح للغاية (أكثر من 2000 متراً مربعاً) ترونه اليوم ينقسم الى صحنين من حيث الهندسة المعمارية؛ الصحن الجنوبي (عالم جمال الدنيا)صحن يُغطى بالنضارة و الجمال و يعطيكم النشاط و يُزيل عنكم التعب حيث يكون مخضرا دائما و مليئا بالحدائق و الازهار و تتخللها احواض الماء و النافورات و تحيط بكم اشجار نارنج اللطيفة المُبهرة لعيونكم عندما تفوح رائحتها و تملأ المكان.
و الصحن الشمالي (عالم هدوء الملكوت) اجواء منعشة و مفعمة بالروحانية حيث ترونها كتبت في ارجاءها اشعار عرفانية أو تسمعون الى جانبها ليلا و نهارا اصواتا مهدئة من قراءة اشعار الشاعر متناغما مع الموسيقا الايرانية الكلاسيكية و تدعى هذا المراسيم (حافظ خواني)
بناء المقبرة الاصلي تسطع كجوهرة مشرقة، بناء له خمسة سلالم دائرية و ثمانية اعمدة حجرية مع تلفيق باهر بين الفنون و الزخارف الايرانية، له قمّة مصمّمة على طراز خاصّ و ملون بالوان رائعةٍكلّ منها يزودكم بمفهوم عرفاني رائع، فضلا عن الاسطح الداخلية للقمة التي تمت زخرفتها بالقاشاني المعرق و خط الثلث أو الحجر الرخامي على القبر المزين بفن النحت و الخط و هو بقي منذ العهد الزندي محتفظا على جماله. بالإضافة الى المكتبة النفيسة و مقابر الشخصيات الكبار و الاماكن الخاصة بالاستراحة مثل المقهى التقليدي أو محلات لبيع الصناعات اليدوية الفاخرة كلها تتوفر لکم زيادة من متعتكم.
ديوان الاشعار:
أهدى هذا الشاعر الجليل للايرانيين بل للعالم بأجمعه هدية لا مثيل لها، ديوان الاشعار بإعتباره أحد اشهر كتب العالم الادبية بحيث يعتبر من قبل منظمة يونسكو للتراث العالمي أحد كنوز العالم الادبية ، قلما تجدون بيتا ايرانيا يخلو من هذا الكتاب هم يقرؤونه و يستخيرون به نظراً لمكانته العرفانية المرموقة و افكاره النبيلة التي لا تقتصر على ايران فحسب بل تتمتع من شعبية عالمية. قلما تجدون سائحا يغادر مدينة شيراز و هو ملتقط لذكريات حلوةٍ دون القيام بزيارة مقبرة حافظ بإعتبارها روضة مذهلة و لائقة لمكانة هذا الشاعر العارف الجليل.