قصر غلستان طهران
يقع في قلب النسيج التاريخي للعاصمة الايرانية مدينة طهران وسط حديقة فسيحة و لطيفة للغاية متحف قصر کلستان فاخرا و مبهرا لعيون السياح و مثيرا لدهشتهم، و هو رمز بغاية الروعة للفنون و الانماط المعمارية العريقة التي كان و لم يزل يتمتع منها الفنانون الايرانيون البارعون و وثيقة حيّة بمنتهى الإثارة لأهم فترةٍ من الفترات التاريخية التي تتذكرها ايران بكاملها أي فترة الحكم القاجاري و ذلك بسبب الاحداث التاريخية الهامة جداً شهدها هذا الصرح و إحتفظ بها في ذاكرته و يدعوكم بكل سرور لكي يحكي لكم عنها.
قصر كلستان يعتبر إحدى أهم و أجمل و أقدم المجموعات الايرانية السياحية و من أكثرها تفرداً حيث تم تسجيلها في قائمة يونسكو للتراث العالمي بإعتباره أحد أروع معالم طهران إستقطاباً للسياح حيث تم بناءه اساساً في العهد الصفوي ولكنه قضى ايام إزدهاره مع الملوك القاجاريين حيث أمروا بتوسيعه و زخرفته ليصبح مكاناً في ذروة الفخامة و الإناقة مخصصاً لإقامتهم و إستقبال ضيوفهم الاجانب و عقد إحتفالاتهم الرسمية و إجتماعاتهم الهامة.
يحتل قصر غلستان مكانة مرموقة و يتمتع من شهرة أكثر مقارنة مع القصور الاخرى المتوفرة في العاصمة و ذلك بفضل عجائبه الفنية و جاذبياته المعمارية التي لا توصف بالكلمات و ادواره الهامة التي لعبها في مصيرة ايران التاريخية. حيث يشبه صدفة تتولى مسؤولية المحافظة على مجموعة لا مثيل لها من العمارات والمباني و القاعات المشيدة و المزخرفة بغاية الجمال و الجلال و السحر و تندهشون فيها بأزهى انواع الفنون و الزخارف و التزئينات، تقفون مسحورين امام السقوف و الجدران و الارضيات و النوافذ المزينة بأفخرالمرايا و النقوش و لوحات الرسم و زخارف القاشاني و أمثل الاعمال للتذهيب و التجصيص بينما تنسون مرور الوقت و الشعور بالتعب. إستمتعوا بهذه الروائع الفنية في قاعات القصر العديدة مثل قاعة سلام من أروع و أجمل قاعات العالم والمستمدة الهامها من أكبر المتاحف و المعارض الاروبية أو قاعة آیینه (مرآة) عمارة واسعة و مربعة ذات سمعة عالية ليست بفضل تزئيناته و زخارفه الباهرة و الخاصة فحسب بل تعود ايضاً الى لوحة رسم فريدةٍ تزين أحد الجدران و تثير دهشتكم و هي تعدّ إحدى إنجازات للفنان الايراني الشهير كمال الملك.
أول و أقدم المباني الفريدة التي تلفت انظاركم فور دخولكم القصر هو ايوان يُدعى ايوان تخت مرمر (العرش الرخامي) ايوان مهيب يحتضن عرشا رخاميا تم بناءه بالإناقة و الفخامة البالغة على يد النحاة البارعين و تحت إشراف المباشر للملك القاجاري ناصر الدين شاه بحيث أستُخدمت فيه عدد كثير من الاحجار الرخامية عالية الجودة. في زاوية من زوايا القصر تواجهون عمارة رفيعة و لافتة للنظر تدعى عمارة "شمس العماره" من أجمل و أقدم مباني طهران و كانت اكبرها خلال القرون المتمادية حيث يوفر لناظريها مناظر بانورامائية أخاذة و مميزة و منعشة للمدينة ، أمر ببناءها الملك ناصرالدين شاه إثر زيارته للمباني الاروبية الفخمة و المرتفعة و إثارة إعجابه بها و هي عمارة فريدة في نوعها بحيث يَعتبرها السياح الكبار نموذجاً كاملاً للتصاميم المعمارية و الفنون و الزخارف و التخطيطات الهندسية و نقطة لإنطلاق الفن الحديث في ايران لأنّها تتميز باسلوب رائع يلفّق بين الانماط الاروبية و الزخارف التقليدية سواء زرتم واجهاتها الخارجية أو اجواءها الداخلية.
أية ضاحية من ضواحي القصر تُعتبر متحفا يُعطي كل شئٍ يجذب انظار السياح أيا كانت اذواقهم إذن ننصحكم ودّياً أن تزوروا انحاءه تماماً مثل :خلوت كريمخاني ، المتحف الخاصّ و قاعة برليان و عمارة بادجير و القصر الأبيض و رواق نكارخانه أو حوضخانه (بيت الربع).
متحف قصر كلستان يعدّ حقاً إقتراحا رائعا و فخما بالنسبة للذين لم يضعوا بعدُ العاصمة الايرانية في قائمة وجهاتهم السياحية العالمية المفضلة لأنهم لا يعرفون عنها إلّا مدينة ضخمة تكتظ بعدد كبير للغاية من السكان الذين يسكنون في ناطحات السحب المهيبة أو يفكرون فيها كمدينة مختصّة بإنجاز الشؤون الادارية و السياسية و لا غير ولكنهم يتغير رأيهم دون شك إذا قاموا بزيارتها للمرة الاولى.