جسر جوئي
نموذجٌ آخر من إنجازات الامبراطورية الصفويّة الخالدة و فنونهم الفاخرة التي تزورونها في مدينة اصفهان التاريخية؛ جسر جوئي أحد أجمل و أقدم الجسور المبنية على نهر زاينده رود، مكانٌ مخصّصٌ بكم و مشيّدٌ بذوقٍ و مفعمٌ بهدوء بجوار مياه النهر الجارية و اجواء المدينة الطبيعيّة اللطيفة.
يسجّل لكم جسر جوئي اوقاتٍ لا تنسى واقعاً في قلب المدينة بين جسر الله وردي خان (سي و سه بل) و جسر خواجو متمتّعاً من ميّزاتٍ مختلفة تقريباً عن بقية جسور اصفهان، معلمٌ رائعٌ شُيّد من الحجر و يبلغ ارتفاعه الى 147 متراً و عرضه قليلٌ، ميّزةٌ هامّةٌ تجعله مميّزاً حيث أمر ببناءه الملك الصفوي شاه عباس الثاني لكي يتمّ عن طريقه التواصل و التنقّل بين العمارات الملكية الواقعة على جانبي النهر الشماليّ و الجنوبيّ أي العمارات المهيبة و الفاخرة التي كانت تشتمل على بساتين لطيفة مثل "عمارة سعادت آباد" و "عمارة هفت دست" و "عمارة آيينه خانه" و "عمارة كلاه فرنكي" و "عمارة نمكدان".
لم يتمكّن اهالي المدينة من إستخدام هذا الجسر بل كان يختصّ بعبورالعائلة الملكيّة أو جلوسهم مستمتعين من مناظر النهر المهدئة فضلاً عن عبور الأمراء و السفراء و الضيوف الاجانب الذين قد سمح لهم للقاء الملك متمتّعين بجمال الجسر و صفاء النهر.
يُطلق على هذا الاثر الجميل اسم"جوئي" نسبةً الى "جوي" أو جدول ماءٍ حجريٍّ لطيفٍ كان قد بني عليه لتجري مياه النهر عبره بين البساتين الملكية بالإضافة الى اسماءه الأخرى مثل "جسر البحيرة" و ذلك بسبب المياه الصافية التي كانت تكدس على البعض في جهته الغربية شبيهةً ببحيرةٍ ذات مشاهد طبيعية منعشة.
يلفت انظاركم وسط الجسر برجٌ سداسيُّ الاضلاع الذي يُكلّمكم دون شكّ عن ينابيع الماء الرائعة التي كانت تتدفّق من زواياه و تخلق اجواءً بغاية الجمال و الهدوء زيادةً من متعة العابرين.
جسر جوئي يعدّ أحد المعالم القديمة المعجبة للسياح و المثيرة لإهتمامهم حيث يلفّق تلفيقاً جميلاً بين جاذبيّاتٍ تشتهر بها اصفهان بين محبّيها من الجمال الطبيعيّ و السحر المعماريّ و المجد الحضاريّ، إذن ندعوكم بكلّ السرور لتزوروا هذا المعلم القديم ليأخذكم في جولةٍ لا تنسى بين طيّات المدينة التاريخية مثلما يعطيكم فرصةً للإستراحة و إزالة التعب جالسين في ظلّ اقواسه أو مطلّين على المياه بجواره.