إثارةً للإعجاب و تهدئةً للاعصاب مخصّصاً لكم مسافري مدينة شيراز مدينة الشعر و الادب و ملاذ الحدائق و البساتين و موطن الحضارة و التاريخ؛ زوروا أحد أمثل معالم شيراز الاثرية الجامعة بين نضارة الطبيعة و عظمة التاريخ؛ بوابة القرآن.
عند مدخل مدينة شيراز وسط متنزه بغاية اللطف و الجمال حيث يسمى بمضيق الله أكبر (إعجاباً بجماله) و تحيط به جبال جهل مقام و باباكوهي (التابعة لجبال زاغروس) تستمتعون بإحدى أروع الآثار الايرانية الاسلامية المشيدة طبقاً للاساليب المعمارية الرائعة و هي تُدعى "بوابة القرآن" بإعتبارها أقدم و أشهر بوابات القرآن المتوفرة في ايران و مثالاً باهراً لمكانة التعاليم القرآنية العالية لدى الشعب الايراني.
بوابة القرآن مبنى لطيف مشتمل على قوس مرتفع و مهيب يوجد على جانبيه مدخلان و تمت زخرفته في جميع انحاءه بالآيات الكريمة المنقوشة بالخطوط الجميلة و التزئينات الجميلة مثلما توجد على رأسه غرفة مستطيلة مزينة كان يوضع فيها المصحفان القديمان الكبيران للغاية لكي يَعبر من تحتهما المارة و المسافرون متوسلين بهما و سائلين من الله تعالى لتنتهي اسفارهم دون بلاء و سوء و شرٍّ.هذان المصحفان كان يعود تاريخهما الى العهد البويهي و تم انتقالهما الى متحف بارس إستقطاباً لافواج السياح.
مطلاً على البوابة و على سفح الجبل يمكنكم أن تزوروا ايضاً مقبرة خواجو كرماني من الشعراء و العرفاء الايرانيين الكبار متمتعين باجواءها الروحانية و مناظرها المنعشة. لمحبي الاوقات المفعمة بالهدوء و الاحساس مزودةً بالهواء الطلق زوروا بوابة القران في شيراز ذات الاجواء الطبيعية المذهلة المتوفرة لكم في الصباح الباكر أو في فترة العصر الى منتصف الليل مع الإضاءات الفاخرة و المناظر الاخّاذة التي تجعلكم تنسون مرور الوقت سواء كنتم متمتعين بعظمة البناء و المشاهد المهدئة المحيطة به في اسفل المضيق أو متسلقين المدرجات الجاهزة على جانب الجبل مستمتعين بتناول الشاي الايراني أو الحلوى الشيرازية الخاصة المسماة ب"فالوده شيرازي" أو ملتقطين الصور لا مثيل لها لكي تتحوّل ساعاتكم الجميلة الى ذكرياتكم الحلوة الباقیة معكم طيلة الحياة.