ما أعظمك و أجملك يا ربي
خالقنا الكريم جلّ جلاله و عظم شأنه قد جعل العالم بكلّ أرجاءه مظهرا تنعكس فيه آيات عظمته و جماله و كبرياءه و قدرته؛ من أروع هذه الآيات نستطيع أن نذكر الطبيعة و المناظر الطبيعية الخلابة التي تذهل الانسان بجماله و تنعش روحه و تزيل عنه همومه بما فيها من الأجواء اللطيفة الباعثة للهدوء و الإسترخاء.
و هناك العديد من دول العالم التي تمتاز بطبيعتها الساحرة و منحها الله من سعة كرمه منها ايران حيث تتمتع بمناخات متنوعة و هذه ميزة إستثنائية تجعلها تتميز ايضا بالتنوع في مظاهر الطبيعة من الغابات و الشلالات و المغارات و المستنقعات على الاخص البحيرات؛ إذن تأخذ ايران في أحضانها المختلفة العديد من البحيرات الطبيعية التي تلعب دورا هاما في جذب أفواج السياح قادمين اليها راغبين في قضاء أوقات حلوة و إجازات منعشة في أجواءها الباعثة للسكينة في القلوب؛ نترككم مع عدد من أروع هذه البحيرات:
بحيرة قزوين:
بحيرة قزوين كما تطلق عليها ايضا أسماء أخرى منها بحيرة خزر و بحيرة كاسبيان حيث تلفق بين ميزات البحار و صفات البحيرات مثلما تعتبر ايضا أضخم و أكبر المسطحات المائية المغلقة في العالم بحيث تصل مساحتها الى أكثر من 463000 كيلومتر مربع و هذه الميزة الإستثنائية تبدّلها الى أكبر و أمثل ملاذ تلتجئ اليها مجمعة نادرة من الطيور و الحيوانات و الأسماك لا سيما أسماك خافيار.
فضلا عن حجم مهيب تتمتع به بحيرة قزوين تعدّ ايضا من أجمل بحيرات العالم حيث تخلق للسياح المستقطبين اليها من أرجاء العالم مناظر طبيعية للشواطئ الرملية فائقة الجمال و المياه الشاسعة التي تسلب ألباب السياح بزرقتها و تبعث في نفوسهم الطمأنينة بهدوءها و تزيل عن نفوسهم الهموم بسيمها البارد.
المشاهد الخلابة لجبال البرز العالية الخضراء و الغابات الكثيفة و ايضا حقول واسعة للأرز و مزارع جميلة للشاي و بساتين لطيفة للحمضيات هي التي تتعانق مع البحيرة و تضفي جمالها و تحولها الى موقع أكثر من الخلاب و مثير للإعجاب بالنسبة للباحثين عن الإستجمام و الإسترخاء في أحضان الطبيعة العذراء. محافظة جيلان و محافظة مازندران و محافظة كلستان تعتبر المحافظات الايرانية التي ترقد بذروة الجمال على شواطئ بحر قزوين و بفضل هذا الموقع الجغرافي الإستثنائي لها عجائب طبيعية مذهلة تستقطب بها جموع السياح.
بحيرة أروميا:
بحيرة أورميا تقع في الجزء الشمالي الغربي من إيران، بين محافظات أذربيجان الشرقية و أذربيجان الغربية في جنوب بحر قزوين حيث تعتبر أكبر بحيرة ملحية في الشرق الأوسط و سادس أكبر بحيرة مالحة متوفرة على الكرة الأرضية و تعدّ محمية بوصفها منتزه وطني من قبل وزارة البيئة الإيرانية.
مياه بحيرة اروميه غنية بالأملاح الطبيعية والطين التي يستخدمها المرضى الذين يعانون من مشاكل جلدية وروماتيزمية كما يجتذب بها السياح الراغبين في الإستفادة من حمامات الطين. لأنّ العلاج بالطين يعتبر واحدة من التقنيات العلاجية التي يتم إستخدامها جزءا من الطرق الطبية الطبيعية و يرجع تاريخها الى اكثر من 200 سنة و إستطاع اليوم أن يستعيد سمعته ثانية لأنّه تؤثر تأثيرا لا نظير له في تسكين الكثير من المتاعب التي يعاني منها الجسم مثل الالتهابات و آلام المفاصل أو مشاكل النساء مثل الطمث و تفيد جدّا للبشرة كما تجعل الانسان يحس بالاسترخاء و الهدوء من الناحية النفسية.
بحيرة اروميا تحتوي على العديد من الجزر الجميلة التي تكون موطنا لا مثيل له للحيوانات البرية والطيور. زوار البحيرة يمكنهم الحصول على أحلى الأوقات و أجمل الرحلات بجوار شواطئ البحيرة ذات مناظر لطيفة للغاية.
بحيرة ولشت:
بحيرة ولشت تعتبر منطقة جذب طبيعية مذهلة لزوار شمال ايران حيث تقع في مدينة كلاردشت في محافظة مازندران بين أحضان الجبال المخضرة و الغابات الخضراء الكثيفة و هذه الميزة الإستثنائية تزيد من جمالها و تعطي لسياحها أجواء طبيعية مليئة بالجمال و الطمأنينة و مثالية للحصول على غاية الإسترخاء و الراحة النفسية مثلما تعتبر ملجأ خلابا و محطة مثالية تعيش فيه الأسماك و الطيور المهاجرة.
بحيرة ولشت تكون إحدى البحيرات الايرانية الطبيعية ذات مياه عذبة تتدفق من الينابيع الجوفية العديدة و تجعل هذه البحيرة وجهة شعبية مستقطبة لعشاق الطبيعة العذراء و ايضا الهاربين من حرارة فصل الصيف بحيث يمكنكم اقامة الخيمة هنا و إصطياد الأسماك و ركوب القوارب و تحيط بكم أجواء لا مثيل لها.
الطريق الذي يتجه من مدينة جالوس الى بحيرة ولشت طريق جميل للغاية حيث ينتابكم الإحساس بالهدوء يجعلكم تنسون مرور الوقت مسحورين بالطبيعة المنعشة.
بحيرة كهر:
تدعوكم بحيرة كهر لإثارة إعجابكم الى محافظة لرستان حيث تعتبر من أجمل و أمثل الوجهات الشعبية في غرب ايران ذات طبيعة أكثر من الخلابة و هواء جميل يجعلها من مصايف مستقطبة لعشاق الطبيعة و الهاربين من موسم الحر و هذه بسبب موقع جغرافي تقع في المحافظة حيث تحيط بها جبال زاكرس الشاهقة المغطاة بالأشجار المتنوعة الخضراء و السهول الواسعة المخضرة كما تتعانق فيها الأنهار ذات المياه الجارية و الشلالات العديدة التي تشقّ الجبال و تتدفق من أعاليها و تخلق مناظر ساحرة لسياحها.
بحيرة كهر من أكبر و أجمل بحيرات ايرانية فضلا عن كونها أرفع البحيرات حيث تلفت أنظار السواح واقعة حوالي 35 كيلومتر عن مدينة درود بين أحضان جبال أشترانكوه الشامخة التي تغطاها مختلف أنواع الأشجار جميلة و لهذ السبب تدعى لؤلؤة أشترانكوه و تتميز بين معالم المحافظة بكونها ذات أجواء أكثر بكرا.
بحيرة كهر تمنح لناظريها مناظر مثيرة للإعجاب و مهدئة للقلوب سواء في الشتاء حينما تنجمد و تكتسي ثوبا جميلا من الثلوج و تجذب عشاق التزحلق على الجليد أو الربيع حينما تحيط بها السهول المليئة بمختلف أنواع الأزهار أو على الأخص فصل الصيف عندما تجري فيها المياه العذبة الهائلة الذائبة من الثلوج و تحيط بها الغابات الكثيفة ذات الأشجار المتنوعة و هذه الميزات تبدّلها الى منتزه خلاب و مصيف ساحر يبهر الأنظار و ينعش القلوب مثلما يصبح موطنا آمنا لمجموعة كبيرة من الحيوانات و الأسماك. طريق مدينة درود الى البحيرة يعتبر أنسب و أقرب الطرق للوصول الى البحيرة.
بحيرة زريوار:
تطلق عليها ايضا إسم بحيرة زريبار و هي تعتبر واحدة من أجمل و أروع بحيرات ايران الطبيعية حيث تستقبل منكم و تمنحكم أوقات بغاية الإثارة و الهدوء و الإسترخاء راقدة على بعد 3 كيلومترات عن مدينة مريوان بمحافظة كردستان من وجهات غرب ايران كما تتمتع بميزات إيكولوجية خاصة تحوّلها الى إحدى أروع بحيرات العالم.
بحيرة زريوار تعدّ أمثل المعالم الطبيعية المتوفرة في محافظة كردستان حيث تسحر عيون السياح المتوافدين اليها من أرجاء البلد و أنحاء العالم منذ أواسط الربيع لا سيما خلال الصيف بسبب هواءها الطيف للغاية و أجواءها الطبيعية المهدئة و المذهلة بحيث تمتلئ بالمياه العذبة المغطاة بمختلف أنواع الأزهار و النباتات المائية التي تطفو على سطح المياه و هذه تضفي من جمال البحيرة و تعطيها مناظر فاتنة؛ تأتي المياه من الينابيع المياه الجوفي الواقعة بقربها.
تحاط البحيرة بواسطة الغابات الكثيفة المتنوعة لا سيما غابات البلوط كما تصبح ملاذا آمنا تلتجئ اليه أنواع الطيور من المحلية و المهاجرة و تعيش فيها مختلف الأسماك.
الطبيعة العذراء من الجبال العالية الخضراء و الغابات و المياه و صور خلابة للطيور و الأزهار تخلق لكم هنا أوقات بمنتهى الهدوء فضلا عن وجود المرافق الساحية التي تمكّنكم من البقاء هنا دون القلق منها المعاض و الأسواق و مواقف للسيارات و الأنشطة المائية المنعشة ايضا الفنادق للاقامة المريحة منها فندق زريبار و فندق نوروز.
بحيرة شورمست:
تدعوكم بحيرة شورمست لقضاء أوقات تتحول الى ذكرى لا تنسى حيث تلفق تلفيقا مبهرا بين الأجواء الطبيعية الخيالية و الأصوات الهادئة للطيور و المياه و هذه هي التي تجعل الانسان ينتابه الشعور بالهدوء تبدو و كأنّه يتخلص تماما مما فيه من الأتعاب و الهموم و يمتلئ بالنشاط و الهدوء و الحيوية.
بحيرة شورمست تلفت عيون السياح القادمين الى شمال ايران حيث تعتبر بوابة لدخول محافظة مازندران و تقع في مدينة سوادكوه على بعد 6 كيلومترات عن مدينة بل سفيد بحيث ترقد بكامل السحر و الجمال على المرتفات المطلة على المدينة و تجذب أنظار الناس من عشاق الطبيعة و هواة السياحة البيئية خلال فصول السنة الأربعة لا سيما خلال الصيف بوصفها مصيفا لطيفا لأنّ الموقع الجغرافي الخاص الذي تقع فيه البحيرة يمنحها مناخا يجعلها متميزة عن باقي المناطق و تبلها الى واحدة من أروع معالم المحافظة الطبيعية.
بالنسبة للذين يعشقون البيئات الطبيعية الهادئة و المنعشة ترحب بهم بحيرة شورمست حيث تعتبر لؤلؤة تأخذها الغابات في أحضانها؛ غابات كثيفة و المرتفعات المغطاة بالأشجار بالإضافة الى ما توجد فيها من الأنشطة المائية المرضية و القرى المتوفرة بالقرب منها التي تضمن قضاء المزيد من الأوقات بجانبها ايضا قربها من عاصمة ايران مدينة طهران.
بحيرة اوان:
محافظة قزوين في شمال غرب ايران بوصفها إحدى أروع مقاصد ايران لقضاء صيف منعش تأخذ في حضنها واحدة من أكبر و أشهر بحيرات ايران الطبيعية؛ بحيرة اوان حيث تقع في منطقة الموت السياحية على بعد 75 كيلومتر عن مدينة قزوين مركز المحافظة و تحيط بها أربعة قرى أي قرية اوان و قرية وربن و قرية زواردشت و قرية زرآباد.
الطريق المعبد الذي يتجه من مدينة قزوين الى شاطئ البحيرة و توافر المرافق و الأماكن الملائمة للاقامة ليلا بجانب البحيرة و ايضا لوقوف السيارات تجعل بحيرة اوان من أمثل معالم المحافظة و من أشهر بحيرات ايران إستقطابا للسياح و لا سيما العائلات.
بحيرة اوان تعتبر منطقة جذب خلابة ترحب بزوار مدينة قزوين حيث تقع على إرتفاع 1815 متر عن مستوى البحر و تصل مساحتها الى أكثر من 7000 مترمربع و المناظر الطبيعية اللطيفة المحيطة بها تضفي من جمالها من الجبال الشاهقة المخضرة التي تأخذها كلؤلؤة في أحضانها الى الأشجار الكثيفة المختلفة أنواعها و النباتات الطافية على سطح المياه و الأسماك التي تعيش في المياه بأمان و هدوء بالإضافة الى إلتقاط أحلى الصور لحياة الطيور هنا.
فضلا عمّا تمنحكم البحيرة من السحر و الجمال و الذكريات المفعمة بنشاط الطبيعية يمكنكم ايضا المزيد من المتعة مع زيارة معالم متوفرة في منطقة الموت بالقرب منكم منها قلعة حسن صباح الاثرية.
بحيرة تمي:
واحدة من أكبر و أجمل بحيرات جبلية ايرانية لا سيما بالنسبة لزوار جنوب ايران و محافظة خوزستان؛ بحيرة تمي التي تقع في شمال محافظة خوزستان و في المنطقة الجبلية لمدينة سردشت و على بعد 147 كيلومتر عن مدينة دزفول على سفوح جبل كينو الجميل جدّا.
بسبب موقع جغرافي خاص تقع فيه بحيرة تمي تعتبر بحيرة مغلقة و لا تعيش فيها أي نوع من الحيوانات المائية و تأتي ميهها عبر ذوبان الثلوج التي تغطي الجبال المحيطة بالبحيرة و لا تفارقها إطلاقا.
المراتع و السهول و المروج الخصبة الواسعة و الأشجار الخضراء الكثيفة المتنوعة لا سيما أشجار بلوط هي التي تحيط بالبحيرة و تزيد من جمالها و تعطيها مناظر طبيعية ساحرة مثلما تضفي هذا السحر وجود خيام العشائر حينما يريدون المهاجرة من المناطق الحارة الى المناطق الباردة. للمزيد من الأوقات في أحضان الطبيعة يمكنكم ايضا منطقة زراس السياحية ذات طبيعة خلابة تختلف تماما عما تعرفون عن الطقس في محافظة خوزستان.
بحيرة ملح:
يا زوار مدينة قم و عشاق زيارة عتبة كريمة اهل البيت السيدة فاطمة المعصومة (س) عندنا لكم عرض زائد من المتعة لكم؛ زيارة بحيرة ملح (بحيرة نمك بالفارسية) حيث تدعى ايضا بحيرة حوض سلطان و تعرض امامكم مثالا مدهشا من آيات الله العظيم.
بحيرة حوض سلطان تقع على بعد 40 كيلومتر عن مدينة قم و حوالي 80 كيلومتر عن مدينة طهران في جنوب جبال البرز الشامخة حيث تعتبر مرآة هائلة وسط ايران و أواسط الشتاء الى أوائل الربيع تعتبر الوقت الأنسب لزيارة البحيرة لانّ ذوبان الثلوج يزيد من مساحة البحيرة و تكون على ذروة جمالها.
الطبيعة تعتبر أفضل ملاذ يلتجئ اليها الانسان هروبا ممّا تحيط به من التوترات و الضغوطات و الطاقات السلبية و ذلك بفضل مافيها من السحر الذي يريح أعصاب الانسان و يعالج أتعابه و يحلّ محلّها الطاقات الإيجابية مثلما يزيد من إيمانه بالله تعالى و بقدرته التي تفوق القدرات تمامها.