مغارة عليصدر همدان
فرصةٌ ذهبيةٌ حقّاً للذين جعلوا المدن الايرانية ضمن وجهاتهم المفضّلة للسفر لا سيّما مدينة همدان الاثرية مختصّةً لعشّاق الطبيعة الباحثين عن الاسفار المفعمة بالهدوء والإثارة و الجمال و العظمة و محتضنة للمعالم الشهيرة عالمياً و المستحقّة لقضاء الوقت والتي يحلم السياح بزيارتها من التاريخية و الطبيعية و الاثرية و الأهمّ منها تماماً هي مغارة علي صدر.
مثالٌ فريدٌ من عجائب العالم الطبيعية الساحرة للعيون و المبهرة للعقول و رمزٌ مذهلٌ لعظمة الله تعالى حيث قام بنحت هذه التحفة المنقطعة النظير مستفيداً من قلم قدرته و مثيراً لدهشة السائحين بمظهرٍ من مظاهر حكمته التي لاحدود لها بحيث تجعلكم تنسون هناك مرور الوقت.
في مدينة كبودرآهنك على بعد 70 كم عن مدينة همدان و في اعماق الارتفاعات التابعة لجبال زاغروس تقع مغارة علي صدر ! ظاهرةٌ فريدةٌ في نوعه (أطلقت عليها هذا الاسم بسبب قربها من قرية علي صدر الجميلة) تقدّم للعالم بأجمعه أحد أبهى الصور لقدرة الله تعالى.
مغارة علي صدر بإعتبارها أكبر و أروع و أجمل مغارات العالم المائية العائدة تاريخها الى 70 ميليون سنة ماضية و هی تتميّز بالميّزات و الخصائص الطبيعية المدهشة التي تجعلها أكثر تفرداً بين مثيلاتها العالمية منها طقسها المنعش و اللطيف و النقيّ صيفاً و شتاءً دون وجود ايّة نوعٍ من الغازات السامّة المؤدّية الى الشعور بضيقٍ في التنفّس و ذلك بفضل عمليّة تدوير الهواء فيها.
بالإضافة الى السقوف المرتفعة المغطّاة بالاحجار الكريستالية الجميلة و الكتل الثلجية المدلاة و الجدران المزيّنة بأحلى و أجمل انواع الاستالاكتيت و الاستالاجميت (الصواعد و الهوابط) مع الالوان الزاهية منها الحمراء و الارجوانية و البنيّة و الخضراء و التصاميم المتنوّعة و البديعة و الإستثنائية و التي تبدو على الاشكال اللطيفة و الصور الرائعة للحيوانات و الطيور بحيث تزيد من جاذبيّة الموقع و توفّر لكم اجواءً مهيبةً لتذكّركم بجمال الله تعالى و جلاله.
البحيرات العديدة و الضخمة الموجودة داخل المغارة المليئة بمياهٍ نقيةٍ تخلو من أيّ لونٍ أو رائحة و ذلك بفضل الاملاح المعدنية المتوفّرة فيها بنسبةٍ عاليةٍ جدّاً ، الميّزة الهامّة التي تُسبّب ايضاً الى أن تكون المياه صافيةً للغاية بحيث تمكّنكم من مشاهدة اعماقها بالعيون المجرّدة مستفيدين من قليلٍ من الضوء و مستمتعين بالاحجار المرمرية الطبيعية التي تغطّي ارضيّة البحيرات بمنتهى الجمال.
لحظاتٌ مفعمةٌ بالهدوء و الإحساس و الإثارة مع العبور من الانفاق و الدهاليز و الممرّات العديدة و الطويلة التي تجعلكم مسحورين بجمالها و اناقتها تبدو و كأنّ نبضات القلب عندكم تزداد و تزداد و توتّرات الحياة عنكم تبتعد و تبتعد.
امامكم طريقةٌ لتجربة هذه اللحظات المغرية مستمتعين بجاذبيات الداخلية للمغارة التي لا يمكن وصفها عن طريق الكلمات و هي ركوب القوارب الجاهزة متجوّلين في ارجاءها الخلابة نظراً لتزويدها بالإضاءات الكافية حتي تصلون الى قاعةٍ مدهشةٍ تسمّى بقاعة آزادي تنزلون هناك من القوارب و تقضون ساعةً ممتعةً جالسين على منصةٍ مطلةٍ على مناظر لا مثيل لها.
طبقاً للبحوث والدراسات التي قام بها عمالقة الجيولوجيين الاحجار الموجودة في مغارة علي صدر يعود تاريخ تكوينها الى العهد الجوراسي أي الفترة الجيولوجية الثانية الآثار المکتشفة فيها تثبت هذا الإدعاء منها الاباريق و الجرار و مشاهد من الصيد المرسومة على الجدران ، اهالي القرية منذ الازمنة القديمة كانوا يستفيدون من المغارة كمأوى عند تعرّضهم للاخطار أو بإعتبارها خزّاناً للمياه حتى تمّ إكتشافها حوالي سنتي 1363 نتيجة جهودٍ بذلها عددٌ من متسلّقي الجبال في مدينة همدان و تمّ توفير الخدمات الترفيهية و السياحية الكاملة من الفنادق و الاماكن المريحة للإقامة لا سيّما فندق جهانكردي عليصدر قريباً منكم و الاسواق و المطاعم بجوارها طيلة الفترة الاخيرة زيادةً لمتعتكم.
ينبغي لكلّ من يقول بأنّه يعشق الطبيعة أن تزور مغارة علي صدر أهمّ عناصر المدينة لجذب السائحين على وشك التسجيل في قائمة يونسكو للتراث العالمي حيث يتجسّد فيها إعجاز الله تعالى و له الجلال حیث يتمّ فیه تلفيق الروعة و الجمال و تجعلكم تتصوّرون انفسكم طائرين في عالم الخيال.