مجموعة الأمير جخماق
الوصف:
واقعة في قلب ايران و في مدينة يزد إلتفاتا لعيون السياح و إثارة لدهشتهم؛ ساحة الأمير جخماق، نموذج مذهل من ابداعية الايرانيين في التكيف مع البيئة و مثال رائع لمواهبهم الفنية التيقدجعلتهممتناغمين مع الأقاليم المناخية المتنوعة عندهم و ليس الهاربين منها، تتمكنون من زيارة هذه الساحة الاثرية راقدة شامخة و محتفظة على جمالها في مدينة يزد أقدم مدن العالم المبنية بالطين و أوسعها و الثانية منها تاريخيا، مدينة تشتهر بإحتضانها للعديد من المعالم التاريخية و الآثار الثقافية المستقطبة لافواج السياح خاصة الباحثين عن نفائس العالم للفن و العمارة. ساحة الأمير جخماق تحتل موقعا رائعا حيث يقع في قلب النسيج التاريخي للمدينة بإعتبارها إحدى أروع معالم يزد و أكثرها تفرداً مثلما تعد قلباً نابضاً للمدينة في جميع احداثها و تذكارا فاخرا متبقيا فيها من القرن التاسع للهجرة النبوية أي خلال فترةٍ كان ايران تحت حكم الملوك التيموريين،
قام ببناءها الأمير جلال الدين جخماق أحد أكبر امراء و قادة الحكم التيموري الذي تولّى حكومة المدينة بأمر من الملك شاهرخ و صمّم على عمارتها برفقة و مساعدة زوجته الكريمة سيدة ستّي فاطمه خاتون، بحیث ادّت جهودهما الى تشييد هذه الساحة التي تحتفظ في احضانها مجموعةً من الصروح التاريخية المبنية على اساس الانماط المعمارية الايرانية الاسلامية المعجبة بكم.
إذا إتخذتم القرار و أتيتم الى مدينة يزد راغبين في زيارة ساحة الأمير جخماق في النسيج التاريخي ترون أنفسكم وسط ساحة واسعة و جميلة يتوسطها اجواء منعشة ترحب بكم بحفاوة لاسيّما حوض ماءٍ جميلٍ تزين مياهها الباردة نافورات التوافقية اللطيفة جدا لتخلق لكم مكانا رائعا للاستراحة والتقاط الصور فضلا عن تماثيل نحاسية أضيفت اليها لاحقاً بإعتبارها رموزا لدور اساسيّ يلعب الماء في حياة الأهالي
أنحاء الساحة المختلفة:
هنا تحيط بكم مجموعة لا مثيل لها من المباني التاريخية الساحرة للعين و المهدئة للقلب، صروح أكثر من الرائعة والتی تستعد لكي تأخذكم في جولة مغرية في القرون الأولى للهجرة مشتملة على مسجد أمير جخماق و تكية أمير جخماق و صهاريج تقليدية و سوق قديم نخلة حيدريين. اينما تديروا رؤوسكم هناك صرح يعجبكم؛ قبة منحنيةٌ خضراء تمّت زخرفتها بأزهى زخارف القاشاني لكي تلفت عيونكم و تجعلكم تتجهون نحو الزاوية الجنوبية للساحة حيث يقع مسجد أمير جخماق بوصفه أهم و أقدم المباني أو أمامكم في الزاوية الشمالية مئذنتان رفيعتان و مدخل مذهل تمّ تزئينه بغاية الروعة و الإثارة لكي تخلب البابكم وترشدكم الى مبنى عظيم يدعى" تكية أمير جخماق"
لن تقتصر متعتكم الى هنا؛ بجوار تكية أمير جخماق يجذب انظاركم أثر مدهش للغاية يدعى"النخلة" و ليست نخلة للتمر بل يعدّ في الواقع اثرا تذكاريا قديما مصنوعا من الاخشاب المنحوتة و يعطيكم نموذجاً بمنتهى الروعة من التراث الثقافي و آية بغاية العظمة للحب و الشغف الحسيني و تخليداً لذكرى الامام حسين (ع) و رمزاً لحريّته.
زيادة لروعتكم و إضافة لذكرياتكم السعيدة يمكنكم أن تزوروا الصهاريج التقليدية المتوفرة في الساحة و المتزوّدة بالساحبات للهواء و المتميزة عن مثيلاتها في العالم لأنها تعكس لكم مدى جهودٍ بذلها الايرانيون و لا سيما أهالي مدينة يزد بإعتبارها طريقة لا مثيل لها للتطابق مع ظروف البيئة منها صهريج ستي فاطمة الواقعة في الزاوية الجنوبية أو صهريج تكية أمير جخماق الذي يقع في الزاوية الشمالية و تم تحويله الى متحف ثمين للغاية.
لمحبي التسوق في اجواء تاريخية منعشة؛ تجربون ما كنتم تبحثون عنه في الزاوية الشرقية في ساحة أمير جخماق حيث يقع سوق قديم يدعى سوق حاجي قنبر و يعتبر أقدم سوق في مدينة يزد حيث لم يزل يحتفظ على جماله مثلما يعرض لكم مجموعة لا مثيل لها من الهدايا الأنيقة و الصناعات اليدوية التي تستحق أن تُدفع لها منها الحلويات (نظراً لتسمية يزد بمدينة الحلويات) أو الأقمشة الفاخرة المسماة ب"ترمه" أو السجادات و صناعات الفخار و الحصائر و غيرها من الحرف اليدوية الفخمة تسجيلا للحظاتكم الحلوة.
ساحة الأمير جخماق عرض مثير للإنتباه لاسيما لعشاق الفن و العمارة و هواة التاريخ و الحضارة و الثقافة بالإضافة الى كونها في مدينة يزد التي تأخذ في أحضانها مجموعةً من العجائب و بجوار اناسٍ شرفاء و نشطاء لا يعرفون اليأس و الكلل بل يعرفهم العالم بالودّ و اللطف و كرم الضيافة.