طاق بستان
أحد أروع و أقدم الآثار التاريخية الايرانية الموصى بها حقّاً ! إثارةً لإعجابكم و تهدئةً لانفسكم سواءً كنتم من عشاق التاريخ و الآثار التراثية المذهلة أو من محبّي الطبيعة و الاجواء الطبيعية البكر؛ طاق بستان (قوس الحديقة) بإعتبارها مجموعةٌ من النقوش البارزة و اللوحات الصخرية الراقدة على صفحة الصخور أو المنحوتة في اعماقها و تعود تاريخها الى القرن الثالث الميلادي أي عهد الامبراطورية الساسانية الكبيرة.
على بعد مسافةٍ قصيرةٍ عن مدينة كرمانشاه (من أقدم و أجمل المدن الايرانية و أروعها و الطفها طقساً) و على سفوح جبلٍ يسمّى ايضاً بطاق بستان التابع لجبال زاغروس تقف هذه المعالم شامخةً بين أزهى معالم العالم التاريخية لكي تعرض للسياح المتوافدين اليها عرضاً مغرياً و رمزاً مبهراً من تاريخ ايران و لاسيّما مدينة كرمانشاه حيث تدعوكم لتقضوا بجوارها جولةً مثيرةً مسحورين بجمالها و مستمتعين الى جانبها بالمناظر الطبيعية البكر الزائدة من جاذبيّة الموقع و المشتملة على عينٍ كبيرةٍ و مليئةٍ بالمياه العذبة و الصافية و تحيط بها الجبال و الاشجار و الحدائق الجبلية ذات هواءٍ طلقٍ.
الملوك الساسانيون منذ عهد الملك اردشير الثاني قاموا بإختيار منطقة طاق بستان مكاناً مخصّصاً لنحت تماثيلهم و لوحاتهم الحجرية الفنية بإعتبارها ذكرى فاخرٍ لامبراطوريتهم العظيمة و ذلك بفضل موقع المنطقة الجغرافي المثاليّ حيث تقع على إمتداد طريق الحرير و تحتضن الاجواء الطبيعية المنقطعة النظير بسبب قربها من جبال زاغروس و تتمتّع من المياه الوافرة بسبب هطول الامطار الغزيرة.
تتكوّن هذه الآثار من عدّة اجزاء يمكنكم القيام بزيارتها بدءاً من الجهة اليسرى حيث يلفت انظاركم للوهلة الاولى نقشٌ حجريٌّ نُحت على صفحة صخرةٍ و يرسم مراسم التتويج للملك اردشير الثاني و هو واقفٌ في ذروة المجد حاملاً في يده اليسرى سيفاً و يأخد بيده اليمنى حلقةً من اهورامزدا (الرب العظيم) تأييداً سماويّاً لحكمه و دعاءً له بالخير و البركة و في جانبه الأيسر يقف ميثرا (أحد الآلهة الايرانية القديمة) و تحت اقدامهم يوجد جسد الامبراطور الروماني المنهزم.
الايوان الصغير أو (طاق كوچک)أيوانٌ مستطيليٌّ تمّ فيه نحت تمثالين للملك شاهبور الثالث و ابيه شاهبور الثاني بالإضافة الى كتيبيتين المكتوبتين بالخط الفهلوي المشتملتين على تفاصيل کاملة من التماثيل.
الايوان الكبير (طاق بزرگ) يُعدّ أهمّ الآثار الموجودة في طاق بستان حيث تمّ نحته بأمرٍ من الملك خسرو برويز الكبير و يتمتّع من الفنون و الزخارف المعمارية الجميلة التي لم تزل تحتفظ عليها ، جدرانه الداخلية تمّت زخرفتها بشكلٍ رائعٍ و على طرفي المدخل نُقشت صورٌ لطيفةٌ من الملائكة المجنّحة و الاشجار الخيالية و الزهور ، جداره الاماميّ يحتضن نقشاً فاخراً لمراسيم تتويج الملك الساساني بمنتهى القدرة والعظمة.
جدرانه الجانبية تمّ تزئينها بالصور و النقوش الفخمة التي ترسم لكم مشهدين بغاية الجمال من الصيد و يشتغل فيها الملك خسرو برويز بإصطياد الغزلان و الخنازير ، نقشٌ حجريٌّ تندهشون بها أنّه تُعتبر اللوحة الاولى في العالم و هي تراعي المبادئ و الاصول الخاصّة بفن الرسم ، تبدو و كأنّها نُحتت مستفيدةً من لوحة رسمٍ جاهزةٍ امامها
فضلاً عن لوحةٍ أخرى تصوّر النساء العازفات اللاتي تعزفن على الآلات الموسيقية و يقدّم لكم هذه اللوحة أحد روائع النقش على الاحجار
طاق بستان بإعتبارها أمثل معالم كرمانشاه المستقطبة لافواج السائحين تدعوكم بفخرٍ و غرور و ترحّب بكم بحفاوةٍ و سرور لتقدّم لكم متحفاً ثميناً يجمع جمعاً ممتازاً بين عجائب الآثار المنحوتة على الصخور سحراً لعيونكم و روائع المتنزّهات و المناظر الطبيعية الأخّاذة هدوءاً لقلوبكم بحيث تُحوّل ساعاتٍ تُنفقونها بجوارها الى ذكرياتٍ تحتفظون عليها في مذكّراتكم.