حديقة متحف عفيف آباد
واقعةٌ في إحدى أفخر مناطق شيراز مثيرةً لإعجاب السائحين؛ حديقة متحف عفيف آباد شيراز؛ واحدةٌ من أقدم و أجمل الحدائق الايرانية الكلاسيكية و مثالٌ باهرٌ و بارزٌ من الآثار الساحرة المتبقيّة من عهدي الصفوي و القاجاري بإعتبارها مكاناً مشيّداً بغاية الفخامة مشتملاً على حديقةٍ ايرانيةٍ مذهلةٍ و قصرٍ ملكيٍّ مهيبٍ تمّ تحويله الى متحفٍ رائعٍ و مستحقٍّ للزيارة و قضاء الوقت، مجموعةٌ جميلةٌ لم تزل تحتفظ على روعتها القديمة و تعكس لسائحيها نماذج رائعة من الاساليب و الفنون و الزخارف الايرانية العريقة.
حديقة متحف عفيف اباد الذي يطلق عليها ايضا اسم "كلشن"يدعوكم لزيارتها الى غرب مدينة شيراز واقعةً في شارع عفيف اباد أي جنوب منطقة قصر الدشت، مجموعةٌ مهيبةٌ كانت في الواقع حديقةً فسيحةً و منعشةً للغاية أمر ببناءها الملك الصفوي لتكن منتجعاً فاخراً للإستراحة، بعد ظهور السلسلة القاجارية تمّ شراءها من قبل أحد أكابر المدينة ميرزا علي محمد خان قوام الملك الثاني و هو قام بتطويرها مضيفاً اليها عمارةً جميلةً و مزخرفةً بذروة الفن الايراني، ظلّت بنفس الحال حتى توفّي ميرزا علي محمد خان و ورثته بنت أخيه المسمّاة ب"عفيفه خانم" و هي قامت بتحسيناتٍ واسعة النطاق في المجموعة و أدّى ذلك الى أن يتغيّر اسمها و تصبح عفيف آباد.
حديقة متحف عفيف آباد تلفّق في عمارتها تلفيقاً مبهراً بين الفنون الصفوية و الزخارف المعمارية الأخمينية و الساسانية و القاجارية، إذن نتوجّه اليكم الدعوة الخاصّة لتجربة زيارةٍ لا تنسى، المدخل الأصليّ يقع في الزاوية الشمالية مع الأعمدة الجصّية الأربعة الواقعة على جانبيه والتي تستمدّ تزئيناتها من أعمدة تخت جمشيد (برسبوليس)، يرشدكم المدخل الى دهليزٍ تمّت زخرفة سقفه بنقشٍ رائعٍ عن مراسم التتويج المخصّص للملوك الساسانيين، حيث سيجذبكم بجماله ولكنّكم لا تتوقّفون فيه كثيراً لأنّ رائحة الحديقة الطيّبة تخلب البابكم.
فور خروجكم من الدهليز ترون امامكم حديقة فسيحة و منعشة للغاية ترحّب بكم بمنتهى خضرتها و تحبس أنفاسكم بذروة هدوءها و تجعلكم تنسون هموم الدنيا بغاية نضارتها، لا تحيط بكم هنا إلّا أشجارٌ عاليةٌ و مخضرّةٌ و متنوّعة أو الحدائق الجميلة و العديدة التي تزيّنها نافوراتٌ لطيفةٌ تزيد من جمالها فضلاً عن حوض ماءٍ كبيرٍ تضفي برودة الهواء و روعة المكان مثلما تربط بين مدخل الحديقة و السلالم الحجرية المنتهية بمدخل العمارة.
هنا لا تنتهي نضارة الطبيعة إلّا و تبدأ معها دهشة العمارة؛ متحف عفيف اباد؛ حیث الفنون الایرانية العريقة و النفائس التاريخية المعجبة بكم، في قصرٍ ملكيٍّ مهيبٍ تتوسّط الحديقة و تمّ تشييده على يد ميرزا علي محمد خان بإعتباره أحد أروع التحف المتبقية من العهد القاجاري، يلفت أنظاركم سواءً في الأنحاء الخارجية من واجهته حيث تتربّع عليها الزخارف القاشاني المزيّنة بنقوشٍ جميلٍ تذكّركم بالعهد الساساني أو ايوات القصر المبنية و المزخرفة بالإناقة، لاسيّما في الجهة الشمالية يوجد ايوانٌ يعتبر مدخل القصر و إستمدّ الهامه في البناء من النمط الأخميني حيث تمّ تزويده بمبنى مرتفعٍ له أعمدةٌ تتزيّن بأعمال التجصيص الرائعة فضلاً عن النقوش اللطيفة التي تزيّن سقفه أو الايوان الجنوبي بنفس الجمال و الايوان الشرقي اللافت لانظاركم بالمعنى الحقيقي للفخامة و الجمال.
مثيرةٌ لإنتباهكم؛ الأنحاء الداخلية، يتكوّن القصر من طابقين، الطابق الأسفل الذي تحَوّل الى متحفٍ عسكريٍّ ننصحكم ودّياً بزيارته إكمالاً لروعتكم بالإضافة الى الفنون المعمارية الجميلة الزائدة من جمال المكان منها النافورة اللطيفة المشيّدة فيه و النوافذ المشبّكة الملوّنة، السلالم الثلاثة المتوفّرة هنا يمكّنكم من الوصول الى الطابق التالي إستمتاعاً بما قد توفّر لكم من الأجواء المدهشة حيث يُدعى "متحف عبرت" أي العبرة، و ذلك بسبب الغرف الملكية العديدة التي بقيت هنا و مازالت إحتفظت على ترتيبها الأصلي بنفس الاثاث و نفس الديكورات، منها غرفة المؤتمرات و غرفة المعيشة و غرفة الدراسة و غرفة خلع الملابس و الكازينوهات، الى جانب تزئيناته المذهلة، على سبيل المثال هناك صالةٌ مهيبةٌ تتوسّط الغرف و تشتهر بجدرانها المزخرفة بأعمال التجصيص و المقرنصات الأنيقة و سقفها الذي يجذب انظاركم بنقوشها المشتملة على الزهور و الورود و صور المراسيم الملكية مثل مراسيم الصيد و الولائم.
نبذةٌ عن المتحف العسكري؛ بإعتباره أحد أكبر و أروع المتاحف الموجودة في منطقة الشرق الأوسط. متزامنا مع عام 1962 الميلادي تمّ شراء العمارة من قبل الجيش الايراني إذن تعرّضت للتطوير و تعمل الآن كمتحفٍ عسكريٍّ يعرض للسائح مجموعةً متنوّعة و مدهشة من الأسلحة الايرانية الساخنة منها أو الباردة و الآلية منها أو نصف الآلية، من أهمّ نفائسه التاريخية هي الأسحلحة الخاصّة بالملوك القاجاريين أو الأسلحة الخاصّة بمقاتلي "حركة جنگل" و الرشّاشة الخاصّة ب"رئيسعلي دلواري" من أكبر الأبطال الايرانيين.
لا تفوتوا المقهى التقليدي و الحمام التقليدي المبنيين طبقاً للعمارة الايرانية العريقة و الواقعين في الجهة الشرقية للحديقة قريباً من المدخل.
حديقة متحف عفيف اباد تعدّ حقاً من أبرز معالم شيراز، مجموعةٌ يوصى بها من قبل كلّ سائحٍ نجح بزيارتها، إذن ننصحكم كصديقٍ حميمٍ أن تُكملوا متعتكم عبر هذه إستكشاف هذه التجربة المغرية حيث ترون أنفسكم في أجواءٍ تاريخيةٍ حيةٍ إحتفظت على جمالها و تهديكم إيّاها سواءً كنتم من محبّي حدائق شيراز الخيالية الفائقة الجمال التي تبدو كلوحةٍ فنيّةٍ فريدةٍ أو من عشّاق دراسة تاريخ المدينة و حضارتها المفعمة بالفخر و الشرف.