حديقة شازده
جوهرة ثمينة في قلب الصحراء؛ حديقة شازده أو شاهزاده (امير) نموذج مبهر من الحدائق الفارسية المتمتعة من جميع عناصر الارض الطبيعية؛ حديقة ملكية بغاية النضارة و الجمال الواقعة على مقربة من مدينة ماهان من توابع محافظة كرمان بين قلعة بم و مدينة كرمان بجوار مرتفعات جوبار حيث تعتبر مفاجأة لزوار هذه المحافظة و من أمثل معالم ايران المسجلة في قائمة منظمة يونسكو للتراث العالمي.
حديقة شازده تعدّ منتجعا فسيحا يبلغ مساحتها الى أكثر من 5 هكتارات و يسحر افواج السياح بطقسه اللطيف كما تكون اثرا تاريخيا فاخرا يأخذ ناظريه الى اواخر العصر القاجاري إذاما أمر بتشييده الامير القاجاري الاخير عبد الحميد ميرزا سنة 1873 الميلادية ليَكن عنده مكانا بمنتهى الفخر و الروعة كان يعيش فيه و يستقبل ضيوفه و كانت تتمتع من موقع جغرافي استراتيجي بفضل وقوعها على امتداد طريق الحرير العالمي و كان يمرّ بها الكثير من المسافرين المتجهين من كرمان الى مدينة بم.
حديقة شازده من أكبر و أجمل حدائق ايران و أكثرها تفرّداً و ذلك بفضل ميّزاتها المعمارية و الهندسية الباهرة و خصائصها الطبيعية المتطابقة مع ظروف المدينة المناخية حيث يشتمل على مجموعتين الشرقية و الغربية و يحتضن عمارتين تاريخيتين مهيبتين ، عمارة الحاكم (شاه نشين) الواقعة في الجهة الشمالية للحديقة و عمارة المدخل المشيّدة في الجهة الجنوبية.
مدخل الحديقة تم بناءه على اساس طراز معماري رائع لا مثيل له بين الحدائق الايرانية الاخرى، عمارة فخمة ذات طابقين تثير إعجابكم و تجعلكم تعبّرون عن مدى العلم و الابداع و الفن التي كان يتمتع منها الايرانيون، إذاما تقفون تحت اقواسها في الطابق العلوي تواجهون مشهدا أخّاذا تبدو و كأنّها تعطيكم لوحة كاملة من معالم الحديقة و جاذبياتها الداخلية من العمارات و الاحواض و النافورات مثلما تمكّنكم في نفس الوقت من العثور على مناظر لطيفة للجبال و الاجواء الخارجية الجميلة المحيطة بالحديقة. و امّا نافورات الحديقة التي تكون فريدة في نوعها، نافورات ضخمة و متعدّدة و مبنية ببالغ الذوق بحيث تجعل حديقة شازده منفردة بين مثيلاتها الايرانية.
الطقس الجميل و الارض الخصبة و القنوات المائية الجوفية تعدّ من الاسباب المؤدّية الى أن تتمتّع حديقة شازده بمجموعة لا مثيل لها من المساحات الطبيعية و النباتات المتكيّفة مع مناخ المنطقة و لاسيما الاشجار الشامخة و المختلفة انواعها التي تعتبر هوية لجمال الحديقة و رمزاً لروعتها منها اشجار سرو و الصنوبر التي تكون دائمة الخضرة و مقاومة امام الرياح أو اشجار الطائرة و الدردار التي تتمتّع من اغصان عريضة و تخلق لكم اماكن و مظلات بغاية الهدوء و الراحة.
نظام رائع تمّ إستخدامه لريّ المكان و تزئينه يثير دهشة الناظرين، بنيت الحديقة على المنحدر 6.4%، إحدى ميّزاتها الفاخرة حيث يختلف ارتفاع الحديقة عشرين متراً إذاما قمنا بالمقارنة بين انحاءها العليا و السفلى، الشئ الذي يجعل المياه تشبه شلالاً جميلاً تجري من ثمانية سلالم جميلةٍ تبدأ من شمال الحديقة و تنتهي الى جنوبها، مياهٌ صافية و طبيعية تتدفّق من قناةٍ تقع في قلب مرتفعات جوبار.
هذه كلّها تعطيكم فرصة منقطعة النظير لكي تلتقطوا ساعات حلوة لا تنسى مستمتعين بنسيم بارد يداعب خدودكم و خرير هادئ يزيل اتعابكم بجوار احواض الماء و تحت ظلال الاشجار.. حديقة شازده نادرة من نوادر ايران التاريخية و السياحية و الترفيهية التي تمزج بين جاذبية العمارة و مواهب الطبيعة.