جسر سي و سه بل
على الجانب الجنوبي لشارع جهارباغ الجميل و على مياه زاينده رود الجارية بمدينة اصفهان يلفت انظاركم جسرٌ مهيبٌ و لطيفٌ يسمّى بجسر سي و سه بل (ثلاثة و ثلاثين قوساً) أحد أروع عجائب ايران و العالم الاثرية الفريدة في نوعها والذي لم يزل يحتفظ على متانته و عظمته و جماله رغم مرور سنواتٍ عديدةٍ على بناء.
من أمثل معالم اصفهان السياحية المعجبة للسياح و روائعها في صناعة الجسور حيث يلفّق بين الهندسة المعمارية المذهلة والفنون الرائعة التي تعطي لسائحيها لحظاتٍ مدهشة و جامعة بين الإثارة والمتعة لاسيّما تحت الاقواس اللطيفة المنظمّة المشيّدة فوق الجسر طبقاً لطرازٍ باهرٍ و مذهلٍ يكشف عن العمارة الايرانية العريقة و العظيمة.
من أقدم الآثار الباقية من العصر الصفوي بإعتباره أطول جسرٍ تمّ تشييده على نهر زاينده رود بأمرٍ من الملك الصفوي الكبير خزّاناً لمياهه على اساس تصميمٍ فاخرٍ للعالم الكبير شيخ بهائي و أطلق عليه اسامي اخرى مثل جسر الله وردي خان نسبةً لأحد أكبر و أشهر قادة الحكومة الصفوية الذي كلّفه الملك على بناء الجسر تحت إشرافه المباشر.
جسر سي و سه بل كان يربط بين منطقتي المدينة الجنوبية والشمالية حيث كان من أهمّ الاماكن التي كان الملك و رجال الدولة و الفئات المختلفة لاهالي المدينة يحتشدون هناك لإقامة الإحتفالات الايرانية الاثريّة منها حفلة نيروز (بداية السنة الشمسية) و حفلة آبريزكان يقوم فيها الناس برشّ الماء أو مياه الورد على بعضهم البعض.
جرّبوا ليالي اصفهان المفعمة بالاحساس تحت إضاءاتٍ جميلةٍ و اجواءٍ مليئة بالهدوء لتأخذكم الى جولةٍ مثيرةٍ بين طيّات تاريخ الحكومة الصفوية ملتقطين صوراً رائعةٍ قريبين من نضارة المياه و متمتّعين بالمقاهي و اماكن الجلوس المنعشة الى جانب كوبٍ من الشاي الايراني العطر أو كأسٍ من البوظة اللذيذة الجاهزة على اساس الطرق الايرانية المغرية أو مستمتعين بالجلوس تحت الاقواس اللطيفة المطلّة على المياه و إكتشفوا و ذوقاً ايرانيّاً رفيعاً بالإضافة الى الحدائق الخضراء المتوفّرة على ضفّتي النهر التي تمكّنكم من أن تقضوا ساعاتٍ سعيدةٍ لتتبدّل اوقاتكم الى أحلى ذكرياتكم بجوار اهالي المدينة الحنونين.