مدرسة جهارباغ
مفعماً بالاثارة و الاحساس لهواة السفر الى مدينة اصفهان التاريخية الرائعة؛ مدرسة جهارباغ، المتحف المبهر و المثير للدهشة للزخارف القاشاني في ايران و التحفة الاخيرة المتبقية من روائع العمارة الصفوية في اصفهان و النموذج البارز لفنون التذهيب و الحفر التي حصلت على ذروة ازدهارها بفضل جهودٍ بذلها الفنانون البارعون و الملوك الصفويون المحبّون للفن و العمارة.
في الجهة الشرقية لشارع جهارباغ عباسي و بجوار فندق عباسي إحدى أقدم و أشهر فنادق العالم يقع مبنى مهيبٌ يُدعى مدرسة جهارباغ كما يُطلق عليها اسمان آخران المدرسة السلطانية أو مدرسة أمّ الملك حيث تمّ تشييدها بأمرٍ من الملك الصفوي الاخير شاه سلطان حسين في قرني السابع عشر و الثامن عشر للميلادي و تحت اشراف والدته ، مخصصّةً لتعليم و تدريس طلبة العلوم الدينيّة و مكاناً ؤملائماً لإقامتهم كما خصّصت بها عدداً من الاماكن و المحلات تمويلاً لها منها سوق هنر (فن)للذهب و الفضة و فندق عباسي.
مدرسة جهارباغ بناءٌ مجللٌ و فخمٌ يعكس لسائحيها الطراز المعماري المحلي بشكلٍ جميلٍ قلّما ترون مثيلاً له حيث يجعلكم تستمتعون بمزيجٍ مثاليٍّ من عظمة العمارة و إناقة الزخارف و نضارة الطبيعة و يسحر عيونكم فور الوصول مع مدخلٍ فيه بابٌ يُعدّ نموذجاً لا مثيل له من فن التذهيب و الحفر و يُعتبر فريداً في نوعه وفقاً لما يعتقد به عمالقة الفن ، و من ثَمّ تقفون مندهشين امام دهليزٍ تمّت زخرفته بأجمل و أروع انو اع القاشاني الفيرزوي الأزرق و ترافقها المقرنصات الانيقة و المبهرة للعيون و العناصر المعمارية الفخمة الاخرى.
تدخلون الساحة حيث ستكون عندكم دون شكّ اوقاتٌ بغاية السرور بما فيها من الروعة و الجمال و الهدوء بحيث تحيط بكم الغرف و الحجرات القوسيّة المبنية في طابقين على اساس الخطّة الهندسية الواحدة و تختصّ كلٌّ منها بإقامة طالبٍ ، الحجرات المتوفّرة في الطابق الأسفل تُعتبر أوسع ممّا توجد في الطابق الأعلى و امامها ايوانٌ جميلٌ و مصمّمٌ بلطفٍ و ذوق لكي يجعلكم مطلّين على حديقةٍ مليئةٍ بالاشجار و يتوسّطها نهرٌ لطيفٌ يخلق اجواءً مهدئةً للغاية ، من بين هذه الغرف ترون غرفةً تتميّز بالخصائص و التزئينات و فنون التذهيب الأكثر تفرداً حيث قضى فيها الملك الصفوي فترةً طويلةً من عمرها مستمتعاً من محاضرات العلماء الدينية و مناقشات الطلاب.
لمحبي اللحظات المذهلة، في الزاوية الجنوبية للساحة تزورون قاعة المدرسة الاصلية حيث تعلوها إحدى روائع اصفهان المعمارية أي قبّةٌ مهيبةٌ ذات الطبقتين مميّزةً بالعمارة المنسّقة المثيرة و الزخارف الساحرة بحيث يمكن إعتبارها محتلّةً للمكانة الثانية بين مثيلاتها في المدينة و على جانبيها منارتان تمّ تزئينها بتزئينات القاشاني بغاية الجمال ننصحكم بالتتمتّع بها.
بالإضافة الى أنّ هذه القاعة تحتضن عدداً من نفائس العالم للفن و العمارة المستحقّة لقضاء الوقت منها منبران منبرٌ ذو إثني عشرة منصة الذي شُيّد تماماً من الاحجار الرخامية المتماسكة و منبرٌ خشبيٌّ مرصّعٌ و محرابٌ نفيسٌ و جميلٌ للغاية يقع بجواره تعلوه الكتيبات التاريخية ، الى جانب العناصر الفنية الاخرى التي تستمتعون بها في انحاء المدرسة المختلفة إضافةً من جمال الموقع منها الايوان الشرقي و المزهريات الحجرية و المزولة الحجرية و الإناء الحجريّ الكبير المشيّد من الحجر المتماسك المكتوبة عليها نقوشٌ دينيةٌ تاريخيةٌ رائعةٌ والى جانبكم زوروا في الجهة الشرقية قاعة المدرسة المسقوفة المحتضنة للمحاريب التاريخية الثلاثة و لها بابٌ لطيفٌ جدّاً و مزخرفٌ بفن النحت على الخشب.
زيادةً من متعتكم إستمتعوا بتسوّقٍ لا يُنسى ترافقها جولةٌ تاريخيةٌ لا مثيل لها تأخذكم الى العصر الصفوي في سوقٍ يقع في الزاوية الشرقية للمدرسة و يسمّى بسوق هنر و كان يُدعى سوق شاهي أو السوق المرتفع لاسيّما للراغبين في شراء الفضة و الذهب في مختلف انواعها.