غابة الغيوم
سبحانه و تعالى و هو القدير! الهدوء والإثارة و الطقس الجميل للغاية! هل يمكن برأيك تجربتها معا؟ نعم مثلما يمكن الى جانبها تحقيق حلم كان و لم يزل يرافقك و هو المشي على الغيوم دون بذل جهد! يكفيك فقط أن تأتي معنا الى "غابة الغيوم" في ايران. غابة الغيوم! إحدى أروع غابات ايران و العالم و أجملها طقسا و أكثرها تفردا و ذلك بفضل موقعها الجغرافي المميز ، الميزة الهامّة التي تعطيها خصائص و مواصفات لا مثيل لها و تجعلها تعتبر من أمثل النماذج الطبيعة ايران حيث تشجّع افواج السياح على إختيارها في قائمة برامجهم للسفر الى ايران.
تحتل غابة الغيوم موقعا جغرافيا مثيرا للإعجاب راقدة على المنحدرات الشمالية لجبال البرز الشامخة حيث ترون فيها منطقة مرتفعة تقع بجوار منطقة ذات إرتفاع أقل، الشئ الذي يجعل الغيوم محبوسة بين مخالب الجبال الحادة و هي تحاول أن تتخلص منها متحركة نحو الجنوب و ينجح سعيها أخيرا، تنزل و تنزل حتى تشكل كتلة مهيبة و عظيمة و ساحرة للعيون، تقترب و تقترب من الاشجار بحيث تجعلك تتخيّل بأنّ الغابة تسير فوق الغيوم و بإمكانك ايضا الركوب فيها و التجول بينها، ستصبح هذه الغيوم كقطرات المطر و تدغدغ وجهك كأنّك في بحر لاحدود لها و تتنفس فيها دون خياشيم.
تقع غابة الغيوم على بعد 45 كيلومترا عن شمال شرق مدينة شاهرود في محافظة سمنان على امتداد الطريق آزادشهر بجوار قريةٍ تدعى قرية ابر(سحاب) في طريقكم من سمنان الى محافظة كلستان في شمال ايران، تعدّ هذه الغابة قسما عظيما من غابات هيركاني القديمة المتبقيّة من الفترة الثالثة لجيولوجيا، إحدى أوسع غابات العالم و أكثرها تميّزاً التي تغطي الشواطئ الجنوبية لبحر خزر كشريط أخضر و جميل في محافظة سمنان.
عندما إستمتعتم من البساتين اللطيفة المتوفرة بمنطقة بسطام و أزلتم التعب عن نفوسكم متجولين في الاجواء الجميلة و الروحانية لمقبرة سلطان العارفين بايزيد البسطامي و مقبرة شيخ ابوالحسن الخرقاني بإمكانكم الإنطلاق الى مدينة شاهرود باحثين عن غابة الغيوم على بعد مسافة قصيرة حيث تستحق قضاءها لتجعلكم متردّدين هل انتم الآن في سمنان حقّاً أم دخلتم قطعة من الجنة.
كلمّا تبتعدون عن مدينة شاهرود و تقتربون من الغابة تزداد روعتكم رويدا رويدا حيث يصبح الطقس أكثر إعتدالا و تعطيكم الاشجار و الجبال الخضراء مناظرها أكثر جمالا، لطافة الهواء و نضارة الطبيعة تداعب خدودكم و الاجواء المتنوعة الجميلة تسحر عيونكم و تجعلكم تصدقون تسمية المدينة ب"القارة الصغيرة". في أي فصل إتخذتم القرار أن تزوروا غابة الغيوم لن تعودوا نادمين متمتعين بأجمل مظاهر العالم، في الخريف كأنّكم تواجهون لوحة من الالوان الساحرة تبدو و كأن الخالق العظيم قد أخذ قلماً آخر لترسم لكم هذه الالوان و تجعلكم مندهشين بقدرته، في الربيع مع المروج و السهول المخضرة المليئة بالازهار الملونة و الثلوج المتبقية من الشتاء حينما تذوب و تجري على الوديان، و امّا الصيف مع هواء جميل و منعش و اشجار كثيفة و نباتاتٍ متنوعة و شلالات لطيفة و عيون عديدة و جارية و سماء ملبّدة بالغيوم تعطيكم رحلةً لا تنسى.
روعة غابة الغيوم لا تقتصرعلى عجائبها الطبيعية فحسب بل تعدّ في الواقع متحفا طبيعيا مبهرا لعيون السائحين في أي فئة كان خاصة للمهتمين بعلم النباتات، تعطيكم الغابة مجموعة لا مثيل لها من النباتات و الاشجار النادر مثل اشجار الدردار و الزان و البلوط و الألدر و الغبيراء و الطقسوس و خاصة شجرة أورس شجرة تختص بهذه المنطقة و تزحف على الارض و تخلق مناظر جميلة جدّا، فضلاً عن كونها مصدراً للاعشاب الطبيّة النادرة المفيدة و ذلك بفضل موقعها الرائع التي يؤثر تأثيرا إيجابيّا في التنوع الحيواني للمنطقة حيث تقع بين منطقتين مختلفتين من حيث المناخ؛ تتمتع إحداهما من المناخ الجاف و شبه الجاف و الأخرى تمتاز بالمناخ الرطب و شبه الرطب.
إضافةً الى تجربة هذه الظاهرة الفريدة أي مشاهدة غيومٍ خيالية تتحرّك امامكم بكامل الهدوء و غاية الجمال منذ المساء الى منتصف الليل خاصة، الصباح الباكر تعد أفضل زمان لإلتقاط الصورمن المناظر المذهلة المحيطة بكم في الوانها اللافتة للنظر و السماء الملبّدة بالضباب التي تبدو كبحر بلاحدود، صور ستتحول الى قسم جميل من ذكرياتكم الحلوة الخاصة بهذه الجنة المنقطعة النظير،اينما تدورون رؤوسكم ترون الارض مغطاة بالخضرة و العيون و الاجواء الجميلة و لكن منطقة "عين ترش" ربما تكون أفضل مكان للإستراحة. ندعوكم و لاسيما الراغبين منكم في استكشاف معالم لا نظير لها التي تثير دهشتكم و تعد مكتبة خضراء تعلّمكم دروس الطاعة و تحرضكم على تطأْطُؤ مقابل عظمة الله تعالى فلا تفوتوا غابة الغيوم في ايران.